الحصان !
كيف يخلق لنا الله فما و أسناناً
وبلعوما ومعدة لنأكل ثم يقول لنا صوموا
كيف يخلق لنا الجمال و الشهوة
ثم يقول لنا غضوا أبصاركم و تعففوا
هل هذا معقول
و أنا أقول لهم بل هو المعقول الوحيد ..
فالله يعطيك الحصان لتركبه لا ليركبك
لتقوده و تخضعه لا ليقودك هو و يخضعك ..
و جسمك هو حصانك المخلوق لك لتركبه
و تحكمه و تقوده و تلجمه و تستخدمه لغرضك
و ليس العكس أن يستخدمك هو لغرضه و أن يقودك هو لشهواته
و من هنا كان التحكم في الشهوة و قيادة الهوى و لجام المعدة هي علامة الإنسان
أنت إنسان فقط في اللحظة التي تقاوم فيها ما تحب و تتحمل ما تكره ..
أما إذا كان كل همك هو الإنقياد لجوعك
و شهواتك فأنت حيوان تحركك حزمة برسيم
و تردعك عصا .. و ما لهذا خلقنا الله
و ما الصيام إلا التمرين الأول في هذه الرحلة
إنه التدريب على ركوب الفرس و ترويضه و تطويعه بتحمل الجوع و المشقة و هو درس الانضباط و الأدب و الطاعة
و هذه المعاني الراقية (( الجميلة )) ليس منها ما نعرف في صيام اليوم من فوازير و نكات و هزليات و صوان و مكسرات و سهرات
و إنما الصائم يفرغ نفسه للذكر و ليس للتليفزيون .. و يخلو للصلاة و قيام الليل و تلاوة القرآن و تدبر معانيه و ليس للرقص و ترديد الأغاني المكشوفة
و قد كان رمضان دائما شهر حروب و غزوات
و استشهاد في سبيل الله .
كانت غزوة بدر في رمضان ..
كما كانت حرب التتار في رمضان ..
و حرب الصليبيين في رمضان ..
و حرب إسرائيل في رمضان
ذلك هو الصيام الرفيع .. ليس تبطلا
و لا نوما بطول النهار و سهرا أمام التليفزيون بطول الليل ..
و ليس قياما متكاسلا في الصباح إلى العمل
و ليس نرفزة و ضيق صدر و توترا مع الناس
فالله في غنى عن مثل هذا الصيام
و هو يرده على صاحبه و لا يقبله
فلا ينال منه إلا الجوع و العطش
و إنما الصيام هو ركوب لدابة الجسد لتكدح إلى الله بالعمل الصالح و القول الحسن و العبادة الحقة
و اسأل نفسك عن حظك من كل هذا في رمضان
و ستعلم إلى أي حد أنت تباشر شعيرة الصيام
من كتاب / الإسلام .. ما هو ؟
��لــ الدكتور / مصطفى محمود رحمه الله
راقت لي جميلة جدا ����
تعليقات
إرسال تعليق