طفلٌ هزيل، يزحف على ركبتيه بين الرمال المحترقة، عيناه تتلهفان لقمة خبز سقطت من شاحنة المساعدات. وفجأة.. ينقضُّ عليه جندي محتل كالوحش، يذرع وجهه ببودرة الفلفل الحارق حتى اختلط أنينه بصراخٍ مبحوح، ثم جاء آخر ففتح زجاجة الغاز السام، فسقط الجسد النحيل يرتجف كعصفورٍ مسموم.. وانتهى كل شيء في دقائق!
ذلك المشهد كان القشة التي قصمت ظهر المسؤول الأمريكي المخضرم، الذي خاض أربع حروبٍ دموية، فقدم استقالته وهو يرتجف:
"لم أشهد في حياتي وحشيةً كهذه.. إنهم يقتلون حتى أحلام الأطفال!"
لكن العالم.. العالم بأسره يشاهد المأساة وكأنها مشهد من فيلم رعب! يصرخون لحظةً ثم يعودون إلى صمت القبور. ألف شهيد سقطوا أمام "كمائن الطعام"، وآلاف آخرين يموتون كل يوم تحت التعذيب والتجويع، بينما تتدفق البيانات الدبلوماسية الفارغة كالنعاج العقيم!
أيها الظالمون..
اتقوا صواعق الرب التي لا تُخطئ! فكل دمٍ بريءٍ سيسيل كالحمم على رؤوسكم يومًا ما. {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}.. فكيف بمن يقتلون الأطفال ويُمعنون في القهر؟!
الويل.. الويل ثم الويل لمن غرَّتهم القوة، فنسوا أن العدالة الإلهية بطيئةٌ لكنها محققة. فما أسرع سقوط الطغاة حين يأتي القدر بسهمه الأخير!
✍️ شهاب الريامي
#غزة_تكتب_تاريخ_العار_للإنسانية
تعليقات
إرسال تعليق