
التطبيع مع الجريمة: كيف تقتلنا المشاهد قبل القنابل؟
عندما قصفت إسـ.ــرائيـ.ــل أول مستشفى في غزة، اشتعل العالم غضباً. لكن مع تكرر الجرائم، تحول الغضب إلى صمت، والصمت إلى قبول ضمني. اليوم، يعاني أهالي غزة من المجاعة، وسرعان ما سيُصبح الجوع أيضاً "خبراً عادياً" في نشرات الأخبار. هذه ليست مجرد قسوة محسوبة، بل هي "استراتيجية التخدير النفسي" التي تعتمدها إسرائيل لقتل مشاعرنا قبل أن تقتل ضحاياها.
علمياً، تُسمى هذه الظاهرة "التكيّف الانفعالي" (Emotional Adaptation)، حيث يعتاد الإنسان على الصدمات المتكررة فتفقد تأثيرها. كما يشرح علم النفس ظاهرة "الشلل المكتسب" (Learned Helplessness)، حيث يستسلم الإنسان للقهر حين يُقتنع بأن مقاومته لا تُغير شيئاً. أما "الإنهاك التعاطفي" (Compassion Fatigue)، فهو السبب الذي يجعل العالم يتجاهل معاناة غزة بعد أشهر من المشاهد المروعة.
لكن الخطر الأكبر ليس في القنابل، بل في "تطبيع الوحشية". حين يصبح الدمار روتيناً، تفقد الإنسانية معناها. إسـ.ــرائيـ.ــل تراهن على موت ضمير العالم، وتُحوّل الأطفال الجوعى إلى أرقام في تقارير منسية.
ومع ذلك، يبقى الحل في كسر هذه الحلقة: بالذكرى، بالرواية، بالمقاومة. كل قصة تُروى عن ضحية، كل صورة تُنشر للجوعى، هي ضربة في جدار التخدير العالمي. ويجب على العالم والانسانية ان لا تسمح للجرائم أن تُصبح عادية، لأن اليوم هو غزة، وغداً قد يكون العالم كله!
تعليقات
إرسال تعليق